الآية السابعة والعشرون:{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)}.{إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ}: هو استثناء من الضمير في مأواهم، وقيل: هو استثناء منقطع لعدم دخول المستضعفين في الموصول، وضميره.{مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ}: متعلق بمحذوف، أي كائنين منهم.والمراد بالمستضعفين من الرجال: الزّمنى ونحوهم، والولدان كعياش ابن أبي ربيعة، وسلمة بن هشام، وإنما ذكر الولدان مع عدم التكليف لهم، لقصد المبالغة في أمر الهجرة، وإيهام أنها تجب لو استطاعها غير المكلف، فكيف من كان مكلفا.وقيل أراد بالولدان: المراهقين والمماليك.{لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً}: صفة للمستضعفين، أو الرجال والنساء والولدان، أو حال من الضمير في المستضعفين.قيل: الحيلة لفظ عام لأنواع أسباب التخلص، أي: لا يجدون حيلة ولا طريقا إلى ذلك.{وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا (98)} وقيل: السبيل سبيل المدينة.وقد استدل بهذه الآية، على أن الهجرة واجبة على كل من كان بدار الشرك، أو بدار يعمل فيها بمعاصي اللّه جهارا، إذا كان قادرا على الهجرة، ولم يكن من المستضعفين، لما في هذه الآية من العموم، وإن كان السبب خاصا كما تقدم، وظاهرها عدم الفرق بين مكان ومكان، وزمان وزمان.وقد ورد في الهجرة أحاديث ذكرناها في جواب سؤال عن الهجرة اليوم من أرض الهند فليراجع.وورد ما يدل على أنه لا هجرة بعد الفتح.وقد أوضحنا ما هو الحق في شرحنا على بلوغ المرام فليرجع إليه.